نوحية
شعر: عبد الغني عبده
***
مراكبي التي صنعتها من الورقْ...
تُقلني في لُجَّةِ البحارِ
ترفضُ الرّْسُوَ في جوارِ أي مرفأٍ؛ لعله نجاتها من الغرقْ!!
موج البحار كالجبال... يلتقي من فوقنا ويفترقْ...
والريح من كل اتجاه؛ صوبنا؛ تهبُ...
تكسر الشراعَ....
تجعل السفينَ حول نفسها تدورُ، مثل مخمورٍ نَزِقْ!!
لكنها – مراكبي – ورغم أنها هياكلٌ من الورقْ؛
تصد ثورة المياه...
تقاوم الرياح؛ في سهولةٍ تُميتني من القلقْ!!
كل الشُطُؤِ عندها بفعلِ فاعلينَ لوثتْ!!
من خالصِ "اليمينِ" حتى أخلصَ "اليسارِ"
مَرَّاً بـ "الوسطْ"!!
في الماء مرفأُ الأمانِ ساعة الطوفان للركاب والمراكب..
كل الشطؤ سوف تختفي!!
وتغمر المياهُ من جديدٍ ناطحات السحب والسحب معاً
فلتصنعوا مراكباً من الورق
من أي نوع كانه الورق
ولتركبوا سفائنا من الورق
من أي لون كانه الورق
لأنها تصد ثورة المياه....تقاوم الرياح في سهولةٍ
وترفض الرسو... ترفض الغرقْ
وأنها الصحائف التي من سالف الزمان كانت احتوت: سر الحياة والنجاة للبشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.